من اين تأتي امريكا بالنفط؟

من اين تأتي امريكا بالنفط؟ تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم، وتلعب دورًا هامًا في قطاع النفط العالمي. على مر السنوات، شهدت الولايات المتحدة تطورات هامة في صناعة النفط، مما جعلها تعتمد بشكل أقل على واردات النفط من الدول الأخرى. سنتطرق في هذه المقالة إلى أسباب وتطورات هذا التحول في مصدر النفط الأمريكي.

اين تأتي امريكا بالنفط

من أين تحصل الولايات المتحدة على نفطها؟

تُعد الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم، حيث تُنتج أكثر من 13 مليون برميل يومياً من النفط الخام. يأتي هذا النفط من مصادر متنوعة، تشمل:

1. الإنتاج المحلي

يتم استخراج معظم النفط المنتج في الولايات المتحدة من ثلاثة أحواض رئيسية:

حوض برمين: يقع في غرب تكساس وشرق نيومكسيكو، وهو أكثر أحواض النفط إنتاجية في الولايات المتحدة. يتميز بوفرة النفط الصخري، الذي يتم استخراجه باستخدام تقنيات الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي.
حوض باكن: يقع في شمال داكوتا وشرق مونتانا، وهو ثاني أكبر حوض منتج للنفط في الولايات المتحدة. يتميز أيضاً بوفرة النفط الصخري.
حوض إيجل فورد: يقع في جنوب تكساس، وهو ثالث أكبر حوض منتج للنفط في الولايات المتحدة. ينتج مزيجاً من النفط الصخري والنفط التقليدي.

2. الاستيراد النفط

على الرغم من كونها أكبر منتج للنفط في العالم، إلا أن الولايات المتحدة تستورد أيضاً بعض النفط الخام. في عام 2023، استوردت الولايات المتحدة حوالي 6 ملايين برميل من النفط الخام يومياً. تأتي معظم واردات النفط الأمريكية من:

كندا: (40%)، حيث تتمتع الولايات المتحدة بصلات تجارية قوية مع كندا، مما يسهل نقل النفط عبر خطوط الأنابيب.
المملكة العربية السعودية: (11%)، هي مورد رئيسي للنفط الخام بالنسبة للعديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة.
فنزويلا: (9%)، كانت في السابق موردًا رئيسيًا للنفط الخام للولايات المتحدة، لكن العقوبات المفروضة على البلاد أدت إلى انخفاض الواردات بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
المكسيك: (8%)، هي جار للولايات المتحدة ولديها احتياطيات كبيرة من النفط.
كولومبيا: (4%)، أصبحت موردًا متزايد الأهمية للنفط الخام للولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.

مصادر نفط الولايات المتحدة

تتغير مصادر نفط الولايات المتحدة بمرور الوقت
تعتمد العوامل التي تؤثر على مصادر نفط الولايات المتحدة على:

ظروف السوق العالمية: مثل أسعار النفط وطلب
الإنتاج المحلي: كمية النفط التي يتم إنتاجها في الولايات المتحدة
العقوبات السياسية: يمكن أن تؤثر العقوبات المفروضة على الدول الأخرى على تدفق النفط
احتياجات المصافي الأمريكية: تختلف أنواع النفط الخام التي تحتاجها المصافي الأمريكية
تلعب هذه العوامل دورًا في تحديد كمية النفط التي تستوردها الولايات المتحدة من كل بلد.

سبب استيراد النفط في أمريكا

استخراج النفط من حقول نفط الشرق الأوسط هو الأقل تكلفة ويقدر بـ 31 دولارا للبرميل، بينما تصل تكلفة استخراج النفط من المياه العميقة في أمريكا إلى 43 دولارا ويصل استخراج النفط الصخري في هذا البلد إلى أكثر من 44 دولارا.

السبب الثاني هو أن معظم النفط المنتج في الولايات المتحدة هو نفط خام خفيف مما يعني أنه يحتوي على نسبة كبريت منخفضة، في حين أن النفط الخام الروسي يحتوي على نسبة كبريت عالية والمصافي الأمريكية تعمل في الغالب بالنفط الخام الثقيل، لذا فإن بعض المصافي مخصصة فقط للنفط الخفيف أو النفط الثقيل غير اقتصادي.

معظم النفط الخام الثقيل الذي تحتاجه الولايات المتحدة بعد الحظر على الواردات من روسيا وفنزويلا يتم توريده من الدول المجاورة مثل المكسيك وكندا. وتعتمد المصافي الواقعة في شرق وغرب الولايات المتحدة بشكل أكبر على الاستيراد النفط الخام لأن خطوط الأنابيب من مراكز إنتاج النفط في تكساس وداكوتا الشمالية محدودة.

فوائد استدامة المصدر الأمريكي للنفط

توفر استدامة المصدر الأمريكي للنفط العديد من الفوائد للاقتصاد الأمريكي والمجتمع بشكل عام. أهم هذه الفوائد هي:

1. الاستقلالية الطاقوية: بفضل تنوع مصادر النفط الأمريكية، يمكن للولايات المتحدة تقليل اعتمادها على واردات النفط من الدول الأخرى، مما يقلل من التبعية والتأثيرات السلبية للتقلبات العالمية في أسعار النفط.

2. تعزيز الاقتصاد الوطني: يعزز استخدام المصدر الأمريكي للنفط الاقتصاد الوطني ويعمل على توفير فرص عمل محلية في قطاع الطاقة والصناعات المرتبطة به.

3. الأمن القومي: تعتبر استدامة المصدر الأمريكي للنفط أحد عوامل الأمان القومي، حيث يمكن للولايات المتحدة تلبية احتياجاتها الطاقوية الحيوية دون التوقف عند أي تعطل في واردات النفط الخارجية.

احتياطيات النفط الاستراتيجية أمريكا

تمتلك أمريكا أكبر احتياطي نفطي استراتيجي في العالم، وقد استخدمت هذه الأداة لتهدئة سوق النفط من قبل أثناء التوترات السياسية. إن ما يسميه المسؤولون الأمريكيون “احتياطيات النفط الإستراتيجية” هو أكبر خزانات النفط في العالم والتي تم بناؤها على عمق كبير تحت الأرض. ويبلغ حجم هذه الخزانات الموجودة في ولايتي تكساس ولويزيانا حاليا 645 مليون برميل. تعود فكرة بناء مثل هذه الخزانات الضخمة تحت الأرض إلى السبعينيات.

حجم الاحتياطي النفطي الاستراتيجي

وتبلغ الطاقة الإجمالية للخزانات التي تحافظ على الاحتياطيات الاستراتيجية الأمريكية تحت الأرض أكثر من 700 مليون برميل. وبطبيعة الحال، فإن هذه القدرة متغيرة إلى حد ما لأنه في بعض الأحيان لا يمكن استخدام بعض الخزانات بشكل كامل.

وفي عام 2009، تم تخزين حوالي 727 مليون برميل من النفط في هذه الخزانات. وهذا هو أكبر حجم من الاحتياطيات الاستراتيجية الأمريكية في التاريخ. وحاليا أعلنت وزارة الطاقة الأميركية أن الحد الأقصى الذي يمكن تخزينه في الخزانات الاستراتيجية يبلغ 713 مليونا و500 ألف برميل. وفي سبتمبر/أيلول، عندما سمح رئيس الولايات المتحدة باستخدام هذه الاحتياطيات لتنظيم السوق، بلغ حجم الاحتياطيات نحو 665 مليون برميل.

لماذا تستورد أمريكا النفط؟

تستورد الولايات المتحدة النفط لعدة أسباب، على الرغم من كونها أكبر منتج للنفط في العالم:

1. تلبية الطلب المتنوع

تنتج الولايات المتحدة في المقام الأول النفط الخفيف، وهو مناسب لإنتاج البنزين ووقود النقل.
لكن، تحتاج الولايات المتحدة أيضًا إلى النفط الثقيل لمجموعة متنوعة من المنتجات، مثل زيت التدفئة وزيوت التشحيم والأسفلت.
معظم النفط الثقيل الذي يتم استهلاكه في الولايات المتحدة يتم استيراده، حيث أن الإنتاج المحلي منه محدود.

2. موقع البنية التحتية

تقع مصافي التكرير الأمريكية بشكل أساسي في منطقة ساحل الخليج.
بينما يتم إنتاج معظم النفط الصخري في الوسط الغربي للولايات المتحدة.
نقل النفط الخام عبر مسافات طويلة مكلف،
لذلك من الأسهل والأكثر اقتصادية استيراد النفط الخام من بعض البلدان،
خاصة تلك الموجودة بالقرب من ساحل الخليج.

3. العوامل الاقتصادية

في بعض الأحيان، قد يكون استيراد النفط الخام أرخص من استخراجه محليًا،
خاصة إذا كان سعر النفط العالمي منخفضًا.
تعتمد تكلفة استخراج النفط الصخري، وهو مصدر رئيسي للنفط المحلي في الولايات المتحدة،
على عوامل مثل أسعار العمالة والتجهيزات.
عندما تكون هذه العوامل مرتفعة، قد يكون استيراد النفط الخام أكثر اقتصادية.

4. الأمان الطاقة

تسعى الولايات المتحدة إلى تنويع مصادر إمداداتها من الطاقة
لتقليل اعتمادها على أي بلد واحد.
يساعد استيراد النفط من مختلف البلدان على حماية الولايات المتحدة من الاضطرابات في أي مصدر واحد.

5. الدبلوماسية والعلاقات الدولية

في بعض الحالات، قد تستورد الولايات المتحدة النفط من بلدان لأسباب دبلوماسية أو سياسية،
حتى لو لم يكن ذلك هو الخيار الأكثر اقتصادية.
على سبيل المثال، قد تستورد الولايات المتحدة النفط من دول حليفة للحفاظ على العلاقات القوية.

كمية النفط التي تستوردها أمريكا

تستورد الولايات المتحدة كمية كبيرة من النفط الخام لتلبية احتياجاتها من الطاقة، على الرغم من كونها أكبر منتج للنفط في العالم.

في عام 2023، استوردت الولايات المتحدة ما يقرب من 6 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا.
يمثل ذلك حوالي 30٪ من إجمالي استهلاكها من النفط.

تأتي معظم واردات النفط الأمريكية من البلدان المجاورة، مثل كندا والمكسيك.
كما تستورد الولايات المتحدة النفط من دول أخرى، مثل المملكة العربية السعودية والعراق وكولومبيا.
تتغير كمية النفط التي تستوردها الولايات المتحدة بمرور الوقت.